الخميس، 3 يناير 2013


سماسرة المازوت!!


الوطن- علي نزار الآغا

الأحد، الثلاثاء، الخميس.. أيام لا يمكن لأي سائق سرفيس أو شاحنة في دمشق أن ينساها، فهي مواعيد وصول المازوت إلى الكازيات الحكومية في نهر عيشة وحاميش ومشروع دمر، وعليهم التسابق لحجز مكان قريب في الطابور تفادياً لخيبة الأمل بنفاد المازوت بالسعر الرسمي.
ولكن من لا يرغب الانتظار لساعات طويلة تحت وطأة خيبة الأمل المحتملة يمكنه التفاوض مع أشخاص ينتشرون قرب الكازية لشرائه بنحو أربعة أضعاف السعر الرسمي لليتر الواحد.. هؤلاء هم سماسرة المازوت.
ويطلق عليهم بعض السائقين «تجار المازوت» حيث أخبرنا أكثر من سائق أن هؤلاء السماسرة «أو التجار» يبيعون ليتر المازوت بين 90 و100 ليرة سورية.
وفي تفاصيل عملية السمسرة قال لنا سائق يعتبر نفسه زبوناً مدللاً لأحد التجار حيث يبيعه الليتر بـ70 ليرة، إن التجار يشترون الليتر من الكازية بأسعار تتراوح بين 40 و50 ليرة سورية، وذلك بالاتفاق مع عمال الكازية، وهم موظفون رسميون يتقاضون رواتب شهرية.
ولكن كيف؟
تقاطعت أحاديث السائقين المتعاملين مع هؤلاء السماسرة بأن التاجر يبني علاقة خاصة مع موظفي الكازية، ويتفق معهم على تأمين عشرات من الغالونات ذات السعات الكبيرة على أساس أنها لأشخاص ينتظرون دورهم منذ اليوم السابق، وهكذا تصل الغالونات معبأة بالمازوت للتاجر دون أن يكلف نفسه عناء الانتظار، ومن ثم تبدأ عمليات السمسرة التي تكون في أغلب الأحيان قرب الكازية، في حين يلتقي الزبائن المدللين في منزله، وحتى مع الأسعار الفلكية للسماسرة، إلا أنك تحتاج لجهد وأحياناً «واسطة» لاستجدائه ببيعك عدة ليترات بـ100 ليرة ما دمت من خارج دائرة زبائنه المضمونين، وذلك وفقاً لبعض الزبائن.
وعلى ما يبدو أن ظاهرة السمسرة هذه ليست عرضية أو محدودة النطاق، وإنما تنتشر أسماء لعشرات التجار في كل كازية، يسحبون نسبة مهمة من مخصصاتها.
ترى، ما رأي «سادكوب» في هذه الظاهرة، وهل هي على علم بها؟ وهل موظفيها ضمن دائرة الاستفادة..؟
أسئلة مشروعة تنتظر إجابات شافية لمواجهة عمليات السمسرة تلك، والتي لا تعكس سوى صورة واضحة للمستوى الذي وصل إليه الفساد والاتجار بلقمة عيش المواطنين، في سلسلة تبدأ بالموظف الذي يربح من التاجر، ثم التاجر الذي يضاعف رأسماله على حساب السائق، والذي يرفع أجور النقل بدوره لتحميل التكلفة على الحلقة الأضعف والأخيرة، وهي المواطن ذي الدخل المحدود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق