الأحد، 18 نوفمبر 2012


الحلقة المفقود بين ماركس وكينز:

كسبة الأجور ينفقون ما يكسبون والرأسماليون يكسبون ما ينفقون


زاد الخير- علي نزار الآغا:


يعود الفضل للأفكار الكينزية (التي وصفت بالثورية في ثلاثينات القرن الماضي) في إخراج  الاقتصاديات العالمية (اقتصاديات الكساد) من الكساد العظيم 1929.

وكان الاقتصادي جون مايرد كينز (الذي توفي شاباً من كثرة العمل والتفكير) من دعاة عودة الدولة للتدخل لضبط الأنشطة الاقتصادية، خلافاً للكلاسيكية التي كانت سائدة
وقتها  (الكلاسيكية تشير إلى اقتصاد السوق- أحب أن أشير إليهم بعبارة أنصار اليد الخفية نسبة إلى اليد الخفية التي تنظم السوق التي تحدث عنها آدم سميث).
وكانت دعوة كينز ثورة على القيم الاقتصادية السائدة، وهي الكلاسيكية، وابتعاد الحكومة عن الاقتصاد، ونظر إلى كينز بانه
 يدعو إلى زيادة حصة الدولة الاقتصاد، وهذا يذكر الكلاسيكيون بكارل ماركس، وهنا ازداد هجومهم ضد الكينزية وأتباعها، رغم نجاحها المبهر على أرض الواقع.
ولكن بين ماركس وكينز حلقة مفقودة، في غاية الأهمية، عبر عنها المفكر كالسكي بقوله:

 "إن كسبة الأجور ينفقون ما يكسبون، والرأسماليون يكسبون ما ينفقون"

ويكشف التمعن في هذه العبارة بأنها تلخص أهم وأخطر المشكلات الاقتصادية التي دفعنا وما زلنا، وسنبقى ندفع ثمنها، ولعلها تجسد التفسير الدقيق لاقتصاديات النافورة التي أصبحت الكليشة الوحيدة للأنظمة الاقتصادية عبر العالم، حيث كل طبقة تعيش على ما يتقطر من إنفاق الطبقة الأعلى منها.

.... يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق