الخميس، 22 نوفمبر 2012



هل يرتفع سعر السهم كلما ازداد 

حجم تداولاته ويهبط إذا قل؟


علي نزار الآغا

يعتقد العديد من المستثرين والمراقبين والمهتمين بوجود علاقة طردية بين حجم التعاملات في سوق الأسهم وبين الأسعار، يكون الطرف الأول هو الفاعل في هذه العلاقة، أي أن ازدياد أحجام التداول من شأنها رفع أسعار الأسهم قيد التداول، والعكس صحيح، ينخفض السعر عندما تهبط أحجام التداول. يبدو الأمر منطقياً للوهلة الأولى، فعندما يهتم المزيد من المستثمرين بأحد الأسهم فإنهم يقومون بشرائه، وبذلك يزداد حجم التعاملات عليه، في حين أن الاهتمام الأقل بأحد الأسهم يعني حجم تعاملات منخفضاً.
وعلى الرغم من أن هذا يعد حقيقياً في بعض المواقف، إلا أنه غير واضح دائماً، فصحة هذا الأمر من عدمه تعتمد على عوامل عديدة بما فيها قوة السوق واتجاهه وكذلك قوة واتجاه سعر سهم معين. ولكي نفهم كيف يزداد حجم التعاملات قبل أن يزداد السعر من الضروري أن تتذكر وجود أوامر البيع المحددة ( هو أمر بيع عدد محدد من الأسهم بسعر محدد أو بسعر أفضل من السعر المحدد).

نلاحظ في أوقات عديدة ازداد حجم التداول فجأة، ويبدأ السعر في الزيادة ثم يهبط ببطء، وهنا تعد أوامر البيع المحددة جزءاً من سبب الانخفاض، وثمة سبب محتمل وهو تجار الأسهم القلقون الذين يشترون مع زيادة حجم التعاملات ولكنهم لا يرون الزيادة والتحسن السريع في السعر وبذلك يخرجون من السوق بسرعة بعد أن ينقذوا ما يمكن إنقاذه من وجهة نظرهم.
من جهة أخرى، يمكن أن يكون حجم التعاملات مؤشراً مفيداً أو مضللاً بالنسبة لأسهم معينة، ومع ذلك فإن حجم التعامل كمؤشر للسوق ككل يمكن أن يكون مفيداً، وبوجه عام كلما زاد حجم التعامل، كانت تحركات السوق قوية.
عندما تكون هناك زيادة مقدارها 100 نقطة على المؤشر داوجونز على سبيل المثال، فإن حجم تعاملات بورصة نيويورك سوف يرتفع عادة إلى مستوى أكثر من العادي.
وليست أي تغييرات عادة هي ما تعطي الإشارة، ولكن فقط التغييرات الكبيرة، إذا كان متوسط حجم التعامل في بورصة  نيويورك 500 مليون سهم في اليوم ولكن ازداد بصفة ثابتة إلى 600 مليون أو 700 مليون سهم يومياً، فإن تحركات السوق أيضاً سوف تزداد، عندما يتحرك مؤشر داوجونز بمقدار 100 نقطة فوق المتوسط أو تحت متوسط حجم التعامل، فتلك علامة على ضعف السوق، إن حركة السوق على أساس حجم تعاملات ضعيفة يشير إلى أن العديد من كبار المستثمرين ليست لديهم ثقة في السوق ما يعني زيادة احتمال انعكاس تحركات السوق.
هذا ويجب أن ينظر دائماً إلى التغييرات في الحجم بحثاً عن دلائل القوة، حيث تشير التغيرات قصيرة الأجل وكذلك طويلة الأجل إلى القوة، ولكن التغيرات على المدى الطويل عادة ما تكون الأكثر أهمية، كما انه في الأجل القصير إذا ارتفع السوق اعتماداً على حجم تعاملات ضعيف، فمن المحتمل ألا يستمر هذا الارتفاع، واذا انخفض السوق بسبب الحجم الضعيف للتعاملات، فإنه عادة ما يتجه إلى أعلى سريعاً، وعلى المدى الطويل، إذا استقر حجم التعاملات ثم اتجه نحو الهبوط، فسوف يؤدي غالباً إلى سوق أكثر ضعفاً.
إن أكبر درجات القوة تظهر عن طريق الارتفاع في مؤشر السوق وكذلك الارتفاع في حجم التعاملات، فعندما تنحرف هذه المؤشرات فإن هذا يشير إلى تغير في الاتجاه.

تكنيك:

تعلية حجم التعاملات على الرصيد


يمكن أن تكون الزيادة في حجم التعاملات في أحد الأيام إشارة مهمة، ولكن يمكن أن نلاحظ أن العديد من هذه الزيادات هي زيادات في الحجم على أساس انخفاض في السعر، لذلك قد تصبح الإشارات مربكة.
يقوم بعض المستثمرين بالتخلص من الارتباك باستخدام أسلوب الحجم المتوازن (وهو يعتمد على تعلية حجم التعاملات على الرصيد OBV) والذي عن طريقه يوازنون الحجم والسعر.
يمكن أن يكون أسلوب تعلية حجم التعاملات على الرصيد القائم والذي توصل إليه «جوزيف جرانفيل» مؤشراً مفيداً، فإنه يخلق خطاً للحجم أسفل الرسم البياني للسعر ويمكن رسمه بسهولة.
ابدأ بعدد كبير نسبياً على سبيل المثال 50.000 في اليوم الأول، إذا كان الإقفال إيجابياً فإننا نقوم بإضافة حجم التعاملات في هذا اليوم إلى العدد الذي بدأنا به وهو 50.000، وإذا كان الإقفال أقل نقوم بطرح حجم التعاملات.
في الأيام التي يكون فيها حجم التعاملات مرتفعاً نضيف الحجم، وفي الأيام التي ينخفض فيها نطرح الحجم فتخلق النتيجة عندئذ خطأ متذبذاً.
يبين أسلوب تعلية حجم التعاملات على الرصيد تغيراً في الاتجاه، وثمة اعتقاد بأن المضارب يبيع الورقة المالية عندما تقترب من الذروة ويقوم بشرائها بسعر منخفض.
عندما يلحق المستثمرين الآخرون بأحد الأسهم الذي يرتفع سعره، سوف يزداد خط تعلية حجم التعاملات على الرصيد بسرعة. وعلى الجانب الآخر، سوف يبدأ خط تعلية حجم التعاملات على الرصيد في الانخفاض مع استمرار السعر في الزيادة مشيراً بذلك إلى أن المضاربين يتخلصون من السهم.
يعد أسلوب تعلية حجم التعاملات على الرصيد مفيداً أيضاً عندما ينخفض في حين لا يزال السعر آخذاً في الزيادة (انحراف)، ويعطي ذلك إشارة إلى أن الزيادة في السعر قد لا تكون قوية. وعندما ينخفض السعر ويزداد خط تعلية حجم التعاملات على الرصيد، يجب أن يكون لدى المستثمر ثقة في زيادة الأسعار حيث إن ثمة انعكاساً في الاتجاه يمكن أن يحدث.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق